×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 حفظ الإسلام للأعراض

الجمعة 10/ 2/ 1427

الحمد لله على نعمه الباطنة والظاهرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر عباده بما يصلحهم ونهاهم عما يضرهم في الدنيا والآخرة. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى الزاهرة، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى جعل للأعراض حرمةً تساوى حرمة الدماء والأموال. خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ»  ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ»  ([2])، والعرض من الإنسان هو ما يقبل المدح والذم. وهو أغلى شيء عند الإنسان، قال الشاعر:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال

أحتال للمال إن أودى فأجمعه *** ولست للعرض إن أودى بمحتال


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (1218).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2564).