الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله واعلموا أن للمجالس
آدابًا تنبغي مراعاتها فمنها التفسح في المجالس للقادم قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ
يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ﴾ [المجادلة: 11]، لا سيما مجالس العلم فينبغي للحاضرين أن يتفسحوا لإخوانهم
القادمين إليها وأن يمكنوهم من الجلوس فيها مهما استطاعوا ومن آداب المجالس أن لا
تقيم أحدًا من مجلسه لتجلس مكانه وقد جاء النهي عن ذلك وكذلك صاحب المجلس إذا قام
لحاجة ثم رجع فهو أحق بمجلسه وكذلك من آداب المجالس التي تنبغي مراعاتها أنه إذا حصل
من أحد من الجالسين خطأ فإنه ينبه عليه بالطريقة اللائقة وكذلك من آداب المجالس أن
لا تجلس في وسط الحلقة فإنه نهى عن ذلك نهيًا أكيدًا وكذلك من آداب المجالس إذا
كان الجلوس ثلاثة فقط فإنه لا يتحدث اثنان منهم دون الثالث من أجل أن ذلك يحزنه
ويظن أنهم يحتقرونه أو أنهم يبيتون له شرًا ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
ذلك قال: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ
صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ» ([1]).
أما إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا مانع أن يتحدث بعضهم مع بعض
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد