الخطبة
الثانية
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، وأشكره وأستغفره وأتوب إليه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، وسَلَّم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وقدروا
هذا الشهر حق قدره، واستغلوه فيما خُصِّص له مما تجدونه عند الله مدخرًا لكم،
وأنتم أحوج إليه يوم القيامة، تذكروا بقاء العمل الذي تجازون عليه يوم القيامة،
وما نوعية العمل هل هو خير أو شر؟ فإنه لا يبقى لكم من هذه الدنيا إلا أعمالكم
التي عملتموها فيها، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، فليحاسب كل منا نفسه على هذا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨ وَلَا
تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩ لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ
وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ٢٠﴾ [الحشر: 18، 20]، تذكروا يا عباد الله واغتنموا أعماركم وشهوركم وأيامكم
ولياليكم فيما يبقى لكم عند الله سبحانه وتعالى.
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد