الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى قال أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ
في الإسلام من لا يعرف الجاهلية. والأمر كذلك في شأن المرأة كانت المرأة في
الجاهلية مضيعةً وكان المجتمع يكرهها وإذا ولدت للرجل أُنثى فإنه يقع في شدة ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم
بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ ٥٨ يَتَوَٰرَىٰ
مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ
يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩﴾ [النحل: 58، 59] فمنهم من
يدفنها وهي حية وتموت تحت التراب وهي الموؤودة ومنهم من يبقيها على الإهانة يمسكها
على هون يعني على إهانة لها، هذا وضعها في الجاهلية، كان الرجل يتزوج العدد بدون
حد فجاء الإسلام وأعز المرأة وكرمها ووعد من ولد له بنات فقام بإحسان تربيتهن وصبر
عليهن بالجنة وعده بالجنة بدل أن يكره المرأة ويستاء منها فإن فيها خيرًا لأنها أم
المجتمع وهي القاعدة للبيوت فكيف يكرهها الرجل كيف يكرهها إذا ولدت له؟ كانوا
يتزوجون العدد من النساء بدون حد ويهينون النساء جاء الإسلام وقصر الرجل على أربع
أو واحدة؛ إن استطاع العدل أباح له إلى أربع وإن لم يستطع العدل
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد