الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله واعلموا أن الأمن أمن للمجتمع، وليس أمنًا لفئة خاصة ليس أمنًا للولاة ولا للتجار وإنما هو أمن للجميع للذكر والأنثى والحر والعبد والتاجر والبخيل والوالي والرعية أمن للجميع إذا اختل فإنه يختل على الجميع وإذا تم فإن الجميع ينعمون به فلا تلقوا باللائمة على غيركم تعاونوا على حفظ الأمن فمن علمتم من هؤلاء المغرر بهم من علمتموه فعليكم أن تناصحوه أولاً وأن تبينوا له طريق الحق من طريق الضلال «لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» ([1])، وهم أولادكم وأقاربكم فمن يعرف عن أحد منهم أنه يعتنق هذه الأفكار فعليه أن يبادر بالنصيحة بينه وبينه قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: ((لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([2])، فكل من عرف منا عن أحد أن عنده شيئًا من هذه الأفكار فعلينا أن نبادر بمناصحته سواء كان من أقاربنا أو من إخواننا المسلمين علينا أن نبادر بمناصحتهم لعل الله أن يهديهم وأن نجتذبهم من الهلاك لأنهم سيهلكون أنفسهم ويهلكون غيرهم فإذا لم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3498)، ومسلم رقم (2406).
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد