الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،
وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا اله تعالى واعتبروا
بما يجري في هذا الكون من الحوادث والعبر تنبهوا لأنفسكم قبل أن تكونوا ضحية لهذه
الكوارث كما كان غيركم، إن بعض الناس وقساة القلوب يفسر هذه الحوادث بأنها أمور
عادية وأنها كوارث طبيعية يسمونها كوارث طبيعية يرجعونها إلى الطبيعة ولا يرجعونها
إلى الله سبحانه وتعالى ويقولون هذه كوارث طبيعية كما قال من قبلهم ﴿قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ
وَٱلسَّرَّآءُ﴾ [الأعراف: 95] يقولون هذه أمور عادية تجري، جرت علينا كما جرت على آبائنا
ولا يعتبرون ولا يتعظون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فالواجب إنكار هذه المقالة والتشنيع على من قالها لعله يرتدع ويتعظ ويتوب
إلى الله سبحانه وتعالى نعم الله جعل للأشياء أسبابًا جعل للزلزال أسبابًا معروفةً
لكن المسبب هو الله جل وعلا فهو الذي يسبب الأسباب وليست الأسباب هي التي تفعل
بذاتها وإنما هي أسباب أجراها الله سبحانه وتعالى وهو الذي يرتب عليها نتائجها
فالأمر كله بيد الله جل وعلا، الله جل وعلا يقول: ﴿ءَأَمِنتُم
مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾ [الملك: 16].
فالذي يخسف الأرض هو الله وليست الطبيعة ﴿ءَأَمِنتُم
مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦ أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد