في التحذير
من الذنوب والمعاصي
الجمعة 18/ 1/ 1427
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له العزيز الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
جميع الآل والأصحاب وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم المآب.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واحذروا الذنوب والمعاصي، فإنها سبب لزوال النعم وحلول النقم، فما الذي أهلك القرون الأولى من قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم إلا الذنوب والمعاصي، روى ابن ماجة بسنده عن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنهما- قال: كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسُ خِصَالٍ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: مَا ظَهَرَتْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قط حَتَّى أعلنوا بها، إِلاَّ ابْتُلُوا بالطَّوَاعِين وَالأَْوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلاَفِهِمْ، وَمَا مَنَع قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَمَا نَقصَ قَوْمٌ الْمَكَايِيلَ وَالْمَوَازِينَ إِلاَّ ابْتُلُوا بِشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ، وَمَا أَخْفَرَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ، فَأَخَذ بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ، إِلاَّ سَلَّطَ اللهُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ» ([1]).
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد