أيها
المؤمنون،
شواهد هذا الحديث ماثلة للعيان الآن، لمَّا ظهرت المعاصي ولم تنكر، بل وُجِد من
يشجع عليها بحرية الرأي وعدم التدخل في شؤون الناس كما يقولون لما وجدت هذه
الفواحش في المجتمعات ووجد من يدافع عنها ومن يروجها وسكت أهل الخير أو تخاذلوا
ابتلوا بما ترونه من الطواعين وهي الأمراض الفتاكة التي عجز الطب عنها وبالأوجاع
التي لم تكن في الأمم السابقة وكم تسمعون من أمراض ما كانت موجودة في الأزمنة
السابقة ولا مذكورة في التواريخ إنها أمراض مستعصية فتاكة حديثة لم يعثر لها الطب
على علاج وهي كثيرة ومنتشرة في المجتمعات وكل يوم يظهر نوع من أنواع الأمراض لم
يسبق له مثيل حتى إنها انتشرت في الطيور التي يأكل منها الناس أو يلامسونها
وانتشرت في الحيوانات التي يأكلون لحومها ويخالطونها انتشرت في المياه انتشرت في
البيئات التي يسكن فيها الناس حتى عجز الطب عنها رغم تقدمه ووفرته ورغم توفر
الأدوية الكثيرة، فالأمراض تزداد وتحصد في الأرواح والناس ينظرون إليها مبهوتين لا
يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً، لما منع كثير من الناس زكاة أموالهم، الناس
عندهم أموال سواء للأفراد أو للشركات أموال هائلة تبلغ الملايين والمليارات أين
زكاتها؟ لما منعوا زكاة أموالهم ابتلوا بمنع القطر من السماء وكما تشهدون الجدب
كما تشهدون انحباس المطر هل ذلك راجع إلى قلة ما بيد الله جل وعلا من الخير
والخزائن؟ بل إن خزائن الله ملآى ولكن التقصير والسبب إنما جاء من العباد «مَا
مَنَع قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ»،
الذي به حياتهم ومنه شربهم ومنه مصالحهم فانتشر هذا الجدب في الناس قريبًا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد