×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 وبعيدًا وحدثت المجاعات وهلكت الأموال هلكت المواشي بسبب انحباس المطر بل إن البلاد التي كان معروفًا أنها تنزل فيها الأمطار متواصلةً وكانت مخصبةً على طول العام الآن أصبحت يابسةً ليس فيها نبات حتى هلك أهلها وهلكت أموالهم وصاروا يستجدون بالمساعدات من الناس وسبب هذا كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم منع الزكاة من المال فلو أن الزكاة أخرجت ووضعت في مواضعها لأنزل الله الأمطار، الدليل على أن الزكاة لا تُخْرَج أو لا تُخْرَج كلها أن الأموال ضخمة والأرصدة كثيرة والمحتاجون لا يزالون في حاجتهم وفقرهم، فأين الزكاة التي جعلها الله لهم حقًا معلومًا في أموال الأغنياء؟

وكذلك بخس الناس حقوقهم في الكيل والوزن وكذلك بالصدق في المعاملة وعدم الغش وكذلك المعاملة الشرعية المباحة الآن فُقِد هذا في كثير من الناس، وفي التعامل الآن إنما يتسارع الناس إلى الحيل والمكر والخديعة والربا والقمار وأنواع من الحيل التي يأكلون بها أموال الناس بالباطل وذهب الصدق في البيع والشراء والمعاملات النزيهة إلا ما قل، فلذلك ابتلوا بشدة المؤونة وضيق المعيشة وهو ما يسمى بتضخم الأموال، النقود كثيرة ولكن الأسعار غالية بسبب قلة المعروض وقلة الإنتاج وإن كانت الدراهم كثيرة فهي لا تنفع ما لم يتوفر المعروضات والمبيعات والمنتجات والزراعة والخضروات والنخيل والثمار والحبوب، فإن كثرة الدراهم قد تكون ضررًا على أصحابها -شدة المؤونة- وأشد من ذلك جور السلاطين والولاة سلط الله ولاةً ظلمةً وطواغيت على رقاب الناس يسوسونهم بغير ما أنزل الله ويحكمون فيهم بحكم الطواغيت البعثية والشيوعية والعلمانية وغير ذلك من النحل الباطلة يسوسون بها الناس


الشرح