الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، ما تقولون فيمن يأخذ صفة
ملابسه من موضات الكفار، ومما يفعله الكفار فيستوردون الموضات في اللباس ويطبقونها
على زوجاتهم وعلى بناتهم وأولادهم ويتركون الصفة الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة
كل ذلك من أجل طاعة الشيطان ومعصية الرحمن وكل ذلك من أجل الفتنة فاتقوا الله عباد
الله ربوا أولادكم وبناتكم على الاحتشام وعلى الحياء وعلى اللباس الشرعي واحذروا
أن يجاروا ويتشبهوا بأعداء الله، احذروا من التشبه بأعداء الله وقد قال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ، وأيضًا لباس الكفار غير محتشم وغير ساتر، لأن
الكفر عندهم أشد من ذلك وليس بعد الكفر ذنب والشيطان قد استولى عليهم، فهم رعيته
لكن العجب من المسلمين الذين هم أولياء الله وأتباع رسوله يلعب بهم الشيطان في
ملابسهم وملابس زوجاتهم وملابس بناتهم وملابس أبنائهم، وهم لا يحركون ساكنًا وإنما
ألقوا القياد للنساء وللأطفال وللسفهاء، كأنهم لا يعلمون أن
الشرح
() أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).