×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه، وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أنه لا يكفي التسمي بالإسلام دون تحقيق لذلك، فمن تسمى بالإسلام وقال أنا من المسلمين فليحقق ذلك باعتقاده وأعماله وتصرفاته، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ ٣٢ وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٣٣ [فصلت: 30- 33]، لا يكفي الانتساب إلى الإسلام بدون عمل بأركانه وواجباته، ودون تجنب لمناقضاته ومنقصاته، بل لابد من تحقيق الإسلام قولاً وعملاً واعتقادًا حتى يكون إسلامًا صحيحًا نافعًا لصاحبه في الدنيا والآخرة، ثم احذروا يا عباد الله رحمكم الله، احذروا من الفتن والصوارف عن هذا الإسلام فإنها كثيرة وقد ازدادت في هذا الوقت وستزداد في المستقبل، فعليكم بالتمسك بهذا الدين والخوف من الصوارف، حذر صلى الله عليه وسلم من الفتن قال: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أو يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ 


الشرح