×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله، واعلموا أن هذا النبي الكريم له علينا حقوق عظيمة:

أولها: أن نطيعه ونتبعه صلى الله عليه وسلم.

وثانيها: أن نحبه صلى الله عليه وسلم أكثر مما نحب أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين.

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1])، فمحبته صلى الله عليه وسلم فرض وحق على كل مسلم بعد حق الله سبحانه وتعالى.

ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نصلي ونسلم عليه كلما ذُكِرَ، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا [الأحزاب: 56]، قال: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» ([2])، قال: «وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (44).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (408).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804)، والبيهقي في « الشعب » رقم (4162).