وكذلك من حقوقه صلى الله عليه وسلم احترام سنته وهي الأحاديث الواردة عنه
صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير فيجب احترامها لأنها وحي منزل من الله
جل وعلا لأن الله قال: ﴿وَمَا يَنطِقُ
عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾ [النجم:3، 4]، فالسنة هي
الوحي الثاني بعد القرآن، فيجب احترامها وتعظيمها والعمل بها.
وكذلك من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته توقير أصحابه الكرام، واحترامهم، ومحبتهم والثناء عليهم، وإمساك اللسان عن الكلام فيهم أو في أحد منهم، فإنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن طعن فيهم أو في أحد منهم؛ فإنه قد آذى الرسول صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا ٥٧ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ٥٨﴾ [الأحزاب: 57، 58]، والله جل وعلا أمرنا بالاقتداء بهم: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾ [التوبة: 100]، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهم فقال: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1])، الله جل وعلا أثنى على الذين يأتون من بعدهم: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، هذا من حقوقهم علينا أننا ندعو لهم ونترحم عليهم ونقتدي بهم، وأن ندافع عنهم، فلا يتكلم فيهم إلا منافق معلوم النفاق؛ لأنهم صحابة رسول الله الذين جاهدوا معه الذين آووه ونصروه الذين قاموا معه، وبلغوا هذا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3470)، ومسلم رقم (2540).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد