الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
عباد الله، قيل للمسلمين يوم أحد لما
أصاب المسلمين ما أصابهم﴿ٱلَّذِينَ قَالَ
لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ
إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ١٧٣ فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ
يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ
عَظِيمٍ ١٧٤﴾ [آل عمران: 173- 174]، اليوم يقولون عن الإسلام
وبني الإسلام ما يقولون مما سمعتم وقرأتم من أقوال الكفرة وليست أقول الملاحدة
فقط، وإنما هي أقوال من يدعون أنهم من أتباع الرسل، وأنهم من أهل الكتاب، وهم
يعلمون أن رسول الله حق وأن الإسلام حق، وأنه يجب على جميع الخلق أن يدخلوا في هذا
الدين، يعلمون هذا، يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ولكنه الحسد الذي أكل قلوبهم ولكنه
الكبر والعياذ بالله حملهم على أن يجحدوا نعمة الله وأن يتنكروا لدين الله وأن
يقولوا عن الإسلام وعن نبي الإسلام ما يقولون إن الإسلام دين إرهاب، إن الإسلام
دين فتنة، إن الإسلام دين منفر إلى آخر ما يقولون مما لا يخفى عليكم وقالوا عن
الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إرهابي ويصورونه بالصور الشنيعة ليس هذا بغريب على
الكفار أبدًا، هذا من قديم الزمان فلا تعجبوا، هذا نتيجة حقد ونتيجة حسد: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ
وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120]،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد