في الخوف
والرجاء
الجمعة 5/2/1428
الحمد لله القريب برحمته وإحسانه ممن رجاه، شديد العقاب لمن عصاه، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، تعلمون
أن الله خلقنا لعبادته قال تعالى: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه
الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، وهي تكون على اللسان، وتكون في
القلب، وتكون في الجوارح، تكون على اللسان بذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير
وتلاوة القرآن، وتكون بالقلب بالخوف والرجاء والخشية والإنابة والمحبة، وتكون على
الجوارح كالصلاة والصيام والحج والعمرة والجهاد والهجرة والصدقات وغير ذلك،
فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة،
وكلها تدور على شيئين:
الخوف والرجاء: خوف الله سبحانه وتعالى
ورجائه؛ الخوف من عقابه ورجاء رحمته وثوابه لأن الخوف يحمل الإنسان على الابتعاد
عن معاصي الله فإذا خاف من الله ابتعد عن معاصيه، وإذا وقع في شيء منها بسبب نفسه
الأمارة بالسوء وشهوته الغالبة وشيطانه، إذا وقع في شيء من
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد