في الرفقة
الصالحة والرفقة الطالحة
الجمعة 24/ 4/ 1428
الحمد لله رب العالمين أمرنا بمصاحبة الأخيار، ونهانا عن مصاحبة الأشرار،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيز الغفار، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار وسلم
تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ
الْجَلِيسِ الصَّالِحِ والجليس السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ
الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ
مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا
أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً» ([1])، فالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
قد حثا على مصاحبة الصالحين واختيار الجلساء الطيبين وحذر النبي صلى الله عليه
وسلم من مجالسة أهل السوء لما يسببونه من الضرر على من جالسهم واختلط بهم فهناك
مجالس يحرم الجلوس فيها ومشاركة أهلها وهي المجالس التي يستهزأ فيها بآيات الله
سبحانه وتعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا
رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ
يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَلَا
تَقۡعُدۡ بَعۡدَ ٱلذِّكۡرَىٰ مَعَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [الأنعام: 68]، فنهى سبحانه وتعالى نبيه صلى الله
عليه وسلم أن يجلس مع الذين يستهزئون
الشرح
() أخرجه: البخاري رقم (5214)، ومسلم رقم (2628).