بآيات الله وبأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم ويسخرون من عباده المؤمنين
حتى يتركوا هذه الجريمة العظيمة قال سبحانه: ﴿وَقَدۡ
نَزَّلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أَنۡ إِذَا سَمِعۡتُمۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
يُكۡفَرُ بِهَا وَيُسۡتَهۡزَأُ بِهَا فَلَا تَقۡعُدُواْ مَعَهُمۡ حَتَّىٰ
يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيۡرِهِۦٓ إِنَّكُمۡ إِذٗا مِّثۡلُهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
جَامِعُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡكَٰفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140]، نهى سبحانه
وتعالى عباده المؤمنين أن يجلسوا في مجالس السوء والسخرية بالدين، وما أكثرها في
هذا الزمان من خلال دعاة السوء، ومن خلال الفضائيات ومواقع الإنترنت التي يتولاها
دعاة السوء ودعاة الضلال، فإنك لا تجلس في هذه المجالس ولا تنظر في هذه المحطات أو
هذه الرسائل التي تنشر الشر، ولا تجلس مع أهلها الذين يفتحون عليها ويجعلونها تبث
على مجالسهم من هذه الشرور، إنك حينئذ تشاركهم في الإثم وأيضًا تؤثر على قلبك
ويصيبك ما أصابهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكذلك مجالس الغيبة والنميمة
والوقيعة في أعراض المسلمين، في ولاة الأمور أو في العلماء أو في عامة المسلمين
فإن غالب المجالس إنما تشتغل بهذه الجريمة النكراء، فاحذر أن تجلس مع هؤلاء لئلا
يصيبك ما أصابهم فتتأثر بما تسمع وكذلك من المجالس السيئة، المجالس التي يكون فيها
من الكذب والزور والكلام البذيء، والكلام الفاحش فإنها مجالس سوء فتجنبها وابتعد
عنها تجنب مجالس السفهاء ومجالس الفساق؛ لأن هذه المجالس مجالس شر ينتشر عليك
شرها، وكذلك هناك مجالس تروج فيها الأفكار المنحرفة والأفكار الخبيثة التي تصرف
شباب المسلمين عن مجتمعهم وتغسل دماغه وتحشوه بهذه الشرور فيخرج حاقدًا على
مجتمعه، وربما يحمل السلاح عليهم فيحصل منه ما يحصل، كل هذا في هذه المجالس
الخبيثة التي
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد