المداومة على الطاعة بعد
انتهاء شهر رمضان
الجمعة 5/10/1427
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، ما زال يوالي على عباده مواسم الخيرات
والاغتنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يداول الشهور والأيام فما
انتهى شهر رمضان حتى أعقبه بأشهر الحج إلى بيته الحرام، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله أفضل من صلى وصام وحج بيت الله الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
البررة الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا
بسرعة مرور الليالي والأيام، واعلموا أنها تطوي أعماركم، وتحتوي على أعمالكم وفي
يوم القيامة يفرح المؤمنون الذين استغلوا هذه الأيام بطاعة الله سبحانه، وأداء
فرائضه والتقرب إليه بالأعمال الصالحة حين يقال لهم: ﴿كُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 24]، ويندم
المفرطون ويقولون: يقول قائلهم: ﴿حَتَّىٰٓ
إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ
إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ
يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100]، فالله جل وعلا يقول لهم: ﴿أَوَ لَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا
يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ فَذُوقُواْ فَمَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر: 37]، إنها الفرصة بين أيديكم، الله جل وعلا أمهلكم ومكنكم من
الأعمال الصالحة فبادروا الأيام قبل فواتها وحاسبوا نفوسكم على
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد