هفواتها ما دام الأمر بأيديكم قبل أن يغلق الباب، كما قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث» ([1])، انقطع عمله، العمل ينقطع بالموت فيدل هذا على أن الإنسان ما دام على قيد الحياة، فإنه يعمل إما بالخير وإما بالشر، ولا ينتهي عمله إلا بحضور أجله وساعة انتقاله من هذه الدار إلى الدار الآخرة على ما قدم من خير أو شر، وفي وقت حضور الأجل كل يتوب وكل يتمنى الرجوع، فالمؤمن يتمنى أن يرجع ليزداد من الخير والأعمال الصالحة، إذا اطلع على ما أعد الله له، والكافر والمنافق يتمنى الرجوع ليستدرك ما ضيع وما فاته في حياته، ولكن هيهات هيهات لا رجوع؛ لأن الله سبحانه وتعالى قضى أنهم لا يرجعون، إن كثيرًا من الناس أرخص ما عندهم الوقت، ولهذا يضيعونه، بعضهم يضيعه باللهو واللعب والغفلة، بعضهم يضيعه بالمعاصي والشهوات المحرمة والمسكرات والمخدرات، بعضهم يضيعه في جمع الحطام يعمل لدنياه ولا يعمل لآخرته، فأرخص شيء عليهم هذا الوقت حتى أن بعضهم يقول: نقتل الوقت، نقضي الفراغ يقضي الفراغ بما لا يفيده، بل يضره ويضيع هذه الفرصة التي أعطاه الله إياها وأمهله بها يضيعها بغير عمل أو في عمل سيء، وبعضهم يتضايق من الوقت ومن الهموم فينتحر ويقتل نفسه، أما المؤمن فإنه يفرح بسعة الوقت ويفرح بتمكنه من الأعمال الصالحة فلا تجد عنده فراغًا بل هو يعمل لدنياه ويعمل لآخرته، وليس عنده
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد