الصلاة الركن
الثاني من أركان الدين
الجمعة 11/3/1428
الحمد لله رب العالمين جعل الصلاة كتابًا موقوتًا على المؤمنين، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
الصادق الأمين جعل الصلاة فارقةً بين المسلمين والكافرين، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم
نلقاه.
· أما
بعد:
عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الشهادتين الركن الأول من أركان الإسلام لهما حقوق لا يصحان إلا إذا أدينا حقوقهما فلابد من النطق بالشهادتين مع العلم بمعناهما، والعلم بمقتضاهما ظاهرًا وباطنًا، والعمل بمقتضاهما يعني: إفراد الله جل وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه واتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وترك اتباع غيره، وبعد ذلك لابد من الأعمال الصالحة؛ لأنها من حق لا إله إلا الله ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن قال له: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَة أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» ([1])، وهذا كما
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد