في الحث على
التمسك بالعقيدة الصحيحة
الجمعة 9/ 3/ 1427
الحمد لله رب العالمين خلق الخلق لعبادته وأمرهم بتوحيده وطاعته وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
وخيرته من جميع بريته، صلى الله عليه وعلى آله وجميع صحابته وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن العقيدة الصحيحة
التي جاءت بها الرسل ونزلت بها الكتب وخلق الله الخلق من أجلها هي إفراد الله جل
وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه ولا ينفع عمل مهما كان إلا إذا كان مؤسسًا على
عقيدة صحيحة، أما العمل مهما كثر إذا لم يكن مؤسسًا على عقيدة صحيحة فإنه هباء
منثور كما قال جل وعلا: ﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ
فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23] ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ
كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا
كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ﴾ [إبراهيم: 18]: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ
بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمَۡٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ
يَجِدۡهُ شَيۡٔٗا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ
سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ﴾
[النور: 39]، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على أن العمل لا يصح ولا يقبل إلا
إذا كان مؤسسًا على عقيدة سليمة خالية من الشرك وعلى عمل صالح خال من البدع
والمحدثات فهذا هو الذي يقبل عند الله وينفع صاحبة فالتوحيد تقبل
الشرح