في أن عمل
المسلم لا ينتهي بانتهاء شهر رمضان
الجمعة 9/ 10/ 1426
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، ما زال يوالي على عباده مواسم الخير، فما
انتهى شهر رمضان حتى أعقبه بأشهر الحج إلى بيته الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته العظام، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله أفضل من صلى وصام وداوم على الخير واستقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن عمل المسلم لا ينتهي إلا بالموت، قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فعمل المسلم لا ينقطع بانتهاء مواسم الخير كشهر رمضان وإنما مواسم الخير زيادة له على ما كان يعمله في سائر حياته وطول عمره، أما من ظن أن العمل ينتهي مع انتهاء شهر رمضان ويظن أن شهر رمضان يكفر عنه كل سيئاته ولو ضيع الفرائض ولو فعل المحرمات، فإن شهر رمضان يكفر عنه، فهذا وَهْمٌ باطل وفهم خاطئ، فإن الله سبحانه وتعالى إنما ذكر أن السيئات تكفر بالمحافظة على الفرائض وباجتناب الكبائر، قال الله سبحانه وتعالى
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد