رمضان شهر
القرآن
الجمعة 14/9/1427
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، من اتقاه جعل له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خير البرية وأزكاها طريقًا ومنهجًا، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعملوا
أن الله أنعم علينا بنعمة عظيمة هي إنزال كتابه الكريم في هذا الشهر العظيم، قال
تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾ [البقرة: 185]، فهذا القرآن
العظيم هو حجة الله على عباده هو أفضل الكتب وهو المهيمن عليها: ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ
مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42]، تكفل الله
بحفظه فلا يتطرق إليه أي تغيير وأي تبديل، قال تعالى: ﴿إِنَّا
نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، أعجز الفصحاء والبلغاء أن يأتوا
بمثله أو بشيء منه: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ
ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا
يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾ [الإسراء: 88]، ﴿قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ
سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ﴾ [هود: 13]، ﴿فَأۡتُواْ
بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ﴾ [البقرة: 23].
فعجزوا عن ذلك كله فتبين بذلك أنه كلام الله الذي لا يشبهه كلام، ولا يقدر
أحد على أن يضاهيه، لأنه من كلام الله جل وعلا،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد