وكلام الله لا يشبهه كلام البشر، فهو الكتاب العظيم، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو حبل الله المتين: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٠﴾ [الإسراء: 9- 10]، فهذا القرآن هو صراط الله وهو حجة الله على خلقه، وهو معجزة هذا النبي الكريم، المعجزة الكبرى الخالدة التي تتجدد آياتها وعبرها، وبيناتها في كل زمان ومكان إنه كتاب الله الذي أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣ عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ ١٩٥﴾ [الشعراء: 192 - 195]، شرف الله به هذه اللغة العربية وأهلها قال سبحانه: ﴿لَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ كِتَٰبٗا فِيهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [الأنبياء: 10]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ [الزخرف: 44]، أي: شرف لهذه الأمة، شرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف لأمته وشرف للغة العربية التي نزل بها ثم قال جل وعلا: ﴿وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ﴾ يسأل الله سبحانه وتعالى هؤلاء العرب الذين نزل القرآن بلغتهم وشرفهم به يسألهم الله يوم القيامة ماذا قاموا به نحو هذا القرآن العظيم؟ أن يبلغوه للبشرية وأن يعملوا به وأن يحكموا به وأن يجعلوه إمامهم وقائدهم وحجتهم أن يتعلموه ويعلموه، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ([1])، حث النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن فقال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَة، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لاَ أَقُولُ (الم) حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» ([2])،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4739).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد