الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه، وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن هناك أمراضًا عجز عنها العلاج وعجز عنها الأطباء، مستعصية توجد في آخر الزمان
لم تكن في الذين مضوا وإنما هي أمراض تحدث عقوبةً للعباد فعلى المسلم إذا ابتلي
بشيء من ذلك، وفعل الأسباب المباحة وعالج بالأدوية والرقية الشرعية ثم لم يحصل له
شفاء أن يصبر على قضاء الله وقدره ولا ييأس ينتظر الفرج من الله ويكثر من الدعاء: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186]، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ
أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، فلا ييأس الإنسان من رحمة الله ويكثر من الدعاء ويكثر من
الرقية الشرعية، وينتظر الفرج من الله لا أنه يجزع ويتسخط أو يذهب إلى من لا يجوز
الذهاب إليهم من المشعوذين والسحرة والكهان فإن ذلك أشد من المرض الذي فيه ذهابه
إلى هؤلاء ومن مرض في العقيدة مرض في الدين وهذا أشد من مرض البدن نسأل الله
العافية، وهبك قد ابتلاك الله وذهبت إليهم وابتلاك الله وعافاك وظننت أن هذا بسبب
الذهاب إليهم فتمشي صحيحًا في جسمك لكنك سقيمًا في عقيدتك أو ليس لك عقيدة، فاتقوا
الله عباد الله وحافظوا على دينكم وعلى عقيدتكم، واعلموا أن الشفاء من الله وأن
المرض من
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد