الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه، وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تمسك بسنته وسار على
نهجه إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى عباد الله واعلموا أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة فالإنسان لا يأمن على نفسه يقول: أنا عالم، أنا أعرف الخير والشر أو يقول: أنا مؤمن أنكر المنكر، أو يغتر بنفسه فيغامر مع المغامرين بل يجب عليه أن يحذر ويتجنب الفتن فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة فكم من مسلم كفر، وكم من مستقيم قد ضل، وكم من مؤمن قد انحرف بسبب هذه الفتن والأعمال بالخواتيم، وقد حذر صلى الله عليه وسلم فقال: «لَيَعْمَلُ المرء بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فيَسْبِق عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُل الْجَنَّةِ» ([1])، فالعبرة بالخواتيم والإنسان لا يدري ما يختم له به، ولكن عليه أن يفعل السبب، فإن من اتقى الله عز وجل فإن الله يحفظه: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣﴾ [الطلاق: 2، 3]،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد