فالمسلم يعمل الأسباب وعلى الله سبحانه وتعالى
التوفيق، فعليه أن يعمل الأسباب للخاتمة الطيبة؛ لئلا يكون من الذين يختم لهم
بالنار والعياذ بالله؛ يتبع الشيطان ويتبع دعاة الضلال في آخر لحظة من حياته، أو
يقول كلمة توبق دنياه وآخرته، أو يعمل عملاً يحبط أعماله كلها كالشرك بالله عز وجل
في آخر لحظة من حياته والمسلم لا يدري متى يختم له لا يدري ما هي خاتمة الحياة في
أي وقت وفي أي لحظة، فعليه أن يكون على أهبة الاستعداد وأن يسأل الله الثبات وأن
لا يثق بنفسه وأن لا يغتر بنفسه، فيقول: أنا ليس علي خطر أنا عشت في الإسلام ومع
المسلمين، كم من مسلم ضل في وسط المسلمين، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «يُصْبِحُ
الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أو يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ
كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعرضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([1]).
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا من الفتن كما حذركم الله ورسوله، واسألوا
الله الثبات والعصمة.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).
الصفحة 2 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد