الخطبة
الثانية
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، تسمعون الآن ما حل بالعالم
من الأمراض الفتاكة التي لا علاج لها بسبب الاستمتاع المحرم مما يسمى بمرض الإيدز
وهو فقد المناعة الذي أرهب العالم وعجزوا عن علاجه وسقط فيه الملايين ولا حول ولا
قوة إلا بالله فأصبحوا لا هم مع الأحياء ولا هم مع الأموات. أصبحوا منبوذين لا أحد
يقربهم ولا أحد يحنو عليهم بسبب هذه الجريمة الفظيعة ولهذا قال جل وعلا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ
إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا﴾ [الإسراء: 32] انظر كيف قال: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ﴾ [الإسراء: 32] لم يقل
تزنوا، لأن النهي عن قربان الشيء نهي عنه ونهي عن أسبابه التي توقع فيه أي تجنبوا
الأسباب التي توقع بالزنا.
ومن ذلك ترك الحجاب ومن ذلك سفر المرأة بغير محرم ومن ذلك تبرج النساء ومن
ذلك مخالطة النساء للرجال ومن ذلك خلوة المرأة مع الرجل الذي لا يحل لها، كل هذه
أسباب للوقوع في الجريمة نهي الله سبحانه وتعالى عنها حمايةً للأعراض فإذا وقعت
الجريمة ولا حول ولا قوة إلا بالله فلابد من اتخاذ إجراء رادع يردع المجرم ويردع
أمثاله ويردع كل من تسول له نفسه الوقوع في مثل ذلك. وذلك بأن الله شرع جلد الزاني
إذا كان بكرًا يعني لم يسبق له أن وطيء امرأته في نكاح
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد