الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى جنته ورضوانه، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن تمسك بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أنكم تعيشون وكلما تأخر الزمان فهناك فتن عظيمة مدلهمة، قال صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا
بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ
فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا،
يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([1])، الفتن اليوم كثيرة كما لا تخفاكم، والناس في غمرة وسكرة لا يشعرون بها
إلا من رحم الله بل هم سادرون فيها، أخذتهم الفتن وصرفتهم عن طاعة الله بل أخذت
عليهم راحتهم بالليل والنهار فلا يرتاحون يتابعون هذه الفتن يتابعون هذه البرامج
الضالة المنحرفة في الفضائيات في الإنترنت في الصحف والمجلات يستمعون إلى دعاة
الضلال دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها كما وصفهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما قيل له صفهم لنا.
قال: «هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» ([2]). نعم يجيدون الكلام يجيدون اللغة العربية يجيدون الفهم السقيم المنحرف والشبهات الضالة حتى يزخرفوها ويجعلوها كالحق تخدع من نظر أو سمع بها فالفتنة عظيمة والبلاد
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد