×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 بعض أحكام اللباس

الجمعة 1/ 5/ 1428

الحمد لله الذي من علينا وأنعم علينا بلباس يواري سوءاتنا ويجمل هيئاتنا ﴿وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ [الأعراف: 26]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واحذروا من كيد عدوكم الشيطان، فإنه ما زال من عهد أبيكم آدم إلى أن تقوم الساعة وهو يعمل ضدكم يريد لكم الشر، ويريد لكم أن تكونوا من حزبه وجنده بشتى الوسائل، ومن ذلك التعري وكشف العورات، فإن إبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن حريصون على محاربة الستر وحريصون على الحث على كشف العورات والسوءات والتعري، فإبليس لعنة الله تعرض لآدم عليه السلام وزوجه فأغراهما بالأكل من الشجرة التي نهاهم الله عن الأكل منها؛ لأنه يعلم أنهم إذا أكلوا منها سبب ذلك انكشاف عوراتهم، وقد حاول مع الأبوين وأغراهما بهذه الشجرة، فلم يطلب منهما ابتداء كشف العورة وإنما حثهما على السبب الذي يحصل به مقصوده فأغراهما بالأكل من الشجرة﴿وَقَاسَمَهُمَآ  [الأعرَاف: 21] أي حلف لهما: ﴿فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ ٢٢


الشرح