الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم
تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى واعلموا أن الله
سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فلا يحسبن الذين مَدَّد لهم في
هذه الحياة وأُعْطُوا الأموال والثروات، وهم على الكفر وهم على المخالفة أن ذلك
دليل على صحة ما هم عليه ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا
نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ
إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ [آل عمران: 178] ﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ
ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ﴾ [الحج: 48] وفي الحديث «إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي
لِلظَّالِمِ، حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» ، فلا تغتروا بإمهال الله سبحانه وتعالى مع ما أنتم
عليه من المخالفة وما أنتم عليه من التقصير، ولا تتساهلوا بالذنوب فإن الذنوب
أهلكت الأمم العاتية وأهلكت الأمم القوية، الذنوب هي التي أهلكتهم ودمرتهم، فلا
تتساهلوا فيها، والذنوب على ثلاثة أقسام، القسم الأول: ذنوب تخرج صاحبها من
الملة وتخرجه من دين الإسلام وتلحقه بركب الكفار وهي الشرك بالله عز وجل والكفر
بالله عز وجل والردة، وما أكثر من يرتدون عن دين الإسلام بكلام أو اعتقاد أو شك أو
فعل، وهم لا يشعرون فهذا
الشرح
() أخرجه: البخاري رقم (4409)، ومسلم رقم (2583).