×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها المسلمون، كلمة قالها إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله قال: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. ما الذي أصلح أول هذه الأمة؟ هو الإسلام. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا الإسلام، لن يصلحها نظام الغرب، ولن يصلحها الحضارة الغربية وما فيها من العيوب الظاهرة والباطنة وما فيها من الشر المبطن، لن يصلح هذه الأمة اتباع الغرب واستقدام حضارتهم وأفكارهم ونظمهم لا يصلح هذه الأمة المحمدية إلا الإسلام فمهما تخلوا عن الإسلام فإنهم يفسد أمرهم وحينئذ يتسلط العدو عليهم لأنهم تركوا الحصن الذي يتحصنون به والسلاح الذي يحملونه فيكونون حينئذ أذلاء تحت أقدام عدوهم فليتق الله المسلمون وليتمسكوا بدينهم وأن يحذروا من الدعايات المضللة والفتن المطلة عليهم وألا يلحقهم شك في إسلامهم أو يعتقدوا أن في إسلامهم نقصًا، الله جل وعلا قال في محكم كتابه في آخر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3]، هذا هو الذي أوصى الله جل وعلا به وترك نبي الله صلى الله عليه وسلم أمته على البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.


الشرح