الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا شيء قبله ولا بعده وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله النبي المصطفى والرسول المرتضى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل البر
والتقوى وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن ما حصل من أعداء الله ورسوله أن فيه الخير للمسلمين، قال تعالى: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ
شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ شَرّٞ
لَّكُمۡۚ﴾ [البقرة: 216] ﴿فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ
شَيۡٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 19] فتبين من هذا الفعل الشنيع تبين
للمسلمين ما يكن لهم اليهود والنصارى من العداوة والبغضاء فلا يغتروا بهم ولا
بمخادعتهم ولا بإظهارهم المسالمة ولا بإظهارهم المحاورة كما يقولون أو التقارب،
المسلمون يأخذون حذرهم ولا يغتروا بنفاق اليهود والنصارى وتملقهم، نعم لا مانع أن
يتعاملوا معهم في حدود ما أباح الله لا مانع أن يتعاملوا معهم بالبيع والشراء
واستيراد السلع والمصنوعات، لا مانع أن يتعلموا ما يحتاجون إليه مما عندهم من
التخصصات مع التمسك بدينهم لا مانع أن يتصالحوا معهم وأن يتعاهدوا معهم، وأن
يُؤَمِّنُوا من جاء من الكفار لمصلحة المسلمين أو لأجل أن يسمع كلام الله لا مانع
من هذا كله لا مانع بل يستحب أن يحسن إلى من أحسن إلى المسلمين منهم:
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد