﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ
يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن
تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ﴾ [الممتحنة: 8] ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ
تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8] فلا مانع مما أباح الله من التعامل
معهم، لكن مع الحذر الشديد وعدم الثقة بهم وعدم محبتهم في القلوب نحن وإن تعاملنا
معهم في الأمور المباحة، فإننا لا نحبهم بقلوبنا ولا نتولاهم ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ
بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ﴾
[المائدة: 51] فبهذه الحادثة انكشف مكرهم وخداعهم الذي يظهرونه للمسلمين ويريدون
أن يروجوا الإصلاح بزعمهم والديموقراطية والعدالة كل هذا من البهرجة والكذب
والخداع، ونحن لنا في ديننا ولله الحمد من العدالة والخير والبركة ما يغنينا عما
عند الكفار أغنانا الله بهذا الدين فلا نطلب الهداية إلا من كتاب الله وسنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم والإسلام هو الإصلاح والإسلام هو العدالة لا نستورد
الإصلاح من الكفار ولا العدالة من الكفار، وإنما هذا موجود في ديننا وفي كتاب ربنا
وسُنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو رسول الله إلى الناس كافةً، نعم
وعلى المسلمين أيضًا أن يعرفوا أن حرية الكلمة ليست على إطلاقها، حرية الكلمة فيما
يباح وما يجوز، أما حرية الكلمة فيما حرم الله، كلمة الكفر وكلمة الشرك وكلمة سباب
الرسل وتنقص الأنبياء فهذا أمر مرفوض وليس هذا من حرية الكلمة وإنما هذا من الكفر
بالله عز وجل، والكفر برسل الله فهم حينما تنقصوا محمدًا صلى الله عليه وسلم فقد
تنقصوا أنبياءهم، المسلمون يؤمنون بكل الأنبياء ولو تنقص أحد عيسى عليه السلام
لثار المسلمون انتصارًا له، ولو تنقص أحد موسى عليه السلام لتحرك المسلمون
بالانتصار له، فالمسلمون لا يفرقون بين الرسل لا تقتصر غيرتهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد