تربية
الأبناء
الجمعة 22/8/1427
الحمد لله رب العالمين، جعل الأولاد الصالحين قرة لأعين آبائهم في الدنيا
والآخرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد على نعمه
الباطنة والظاهرة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المؤيد بالمعجزات الباهرة، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى الزاهرة، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واعلموا أن الله سبحانه جعل أولادكم أمانةً في أعناقكم، فإن صلحوا صاروا قرة أعين
لكم في الدنيا وفي الآخرة، في حياتكم وبعد موتكم، وإن فسدوا صاروا حسرةً عليكم.
فالأولاد إما نعمة، وإما نقمة قال الله سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم﴾ [الطور: 21]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، قال الله جل وعلا في المنافقين: ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 55]، عباد الله، إن الصلاح والفساد في الأولاد لهما أسباب، فأسباب الصلاح بعد توفيق الله سبحانه وتعالى تكون بالتربية الصالحة، والتربية الصالحة تكون بالتربية الدينية والتربية التعليمية، والتربية المهنية
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد