والتربية الأخلاقية، فأما التربية الدينية،
التربية الدينية بأن تنشئهم على عبادة الله وعلى محبة الله وعلى بغض المعاصي وبغض
الفساد، بأن تُكَرِّه إليهم المخالفات الدينية وتحبب إليهم الطاعات، وتغرس في
قلوبهم العقيدة الصحيحة، قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ
بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ
أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، هذه ثلاث أوامر من النبي صلى الله عليه وسلم للآباء نحو الأولاد:
أولاً: يؤمرون بالصلاة من سن
السابعة؛ لأنه في هذه السن يحصل له التمييز والإدراك، فلذلك يؤمر بالصلاة ولا يكفي
أن تأمره أول يوم أو ثاني يوم، بل إنك تأمره بالصلاة في كل وقت صلاة حينما يؤذن
المؤذن تأخذ بيده معك إلى المسجد، وتعوده على ذلك حتى يعتاد هذا الشيء.
الأمر الثاني: إذا بلغ العاشرة فإنه إما
أن يكون قد بلغ أو يكون قارب البلوغ فإذا لم يُصَلِّ بعد، أمره بذلك فإن رفض فإنه
يضرب ليذوق العقوبة يضربه والده: «اضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ
عَشْرِ سِنِينَ»، حتى يذوق العقوبة ولأنه ترك واجبًا والواجب يعاقب تاركه.
الأمر الثالث: ملاحظتهم في مراقدهم، بأن يفرق بينهم خشية أن يحصل شيء من الفساد بسبب تقاربهم واختلاطهم، فتراقبهم حتى وهم رقود في منامهم ولا تمهلهم، فكيف بالذي لا يسأل عن أولاده جاءوا في الليل أو ما جاءوا، رقدوا أو ما رقدوا؟ إنها مصيبة عظيمة أنت مسئول عنهم في مراقدهم، وأين الذي يعمل هذا العمل ويحافظ على أولاده حتى يرقدوا في منامهم وحتى يفرق بينهم؟ فهذه أمور عظيمة
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد