الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، وسَلَّم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((إنما تنقض عرى الإسلام عروةً عروةً
إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية))، هكذا، هكذا إذا وجد الجهال الذين لا
يعرفون ما كانت عليه الجاهلية فإنهم يحدثون في الإسلام ما ليس منه، ويجتهدون من
عند أنفسهم، وبزعمهم أنهم يريدون الخير، ولو كانوا فعلاً يريدون الخير فإن الخير
كله في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لا في ما تهواه الأنفس ولا ما تستحسنه
العقول إنما هو الاتباع وترك الابتداع، هذا هو الخير للأمة فاتقوا الله عباد الله،
ولهذا قال: «فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، و«عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ،
وَمَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» ([2]).
واعلموا عباد الله أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]...
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد