الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتمسكوا بدينكم وبأخلاقه
وآدابه فإنه دين الكمال ودين الرحمة ودين النجاة وما عداه فهو ضلال وهلاك وكفر
بالله عز وجل فلا تغتروا بالمظاهر الخداعة ولا تغتروا بما متع الله به الكفار زهرة
الحياة الدنيا ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا
مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ
خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ ١٣١ وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا
نَسَۡٔلُكَ رِزۡقٗاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ ١٣٢﴾ [طه: 131، 132]، لا يظن ظان أن معنى عدم التشبه
بالكفار الذي أمر الله به ورسوله، وعدم موالاتهم أن ذلك يعني ألا نتعامل معهم فيما
أباح الله لنا التعامل به من المنافع والمصالح التي لا تمت إلى الدين بصلة، ولا
إلى الأخلاق ولا إلى العادات والتقاليد وإنما هي معاملات مباحة مثل البيع والشراء
معهم فيما أباح الله واستيراد المصنوعات منهم والمنسوجات والأطعمة وغير ذلك من
المنافع فهذا مما خلقه الله للمسلمين بالأصالة والكفار تبع لهم فيه، قال تعالى: ﴿قُلۡ
مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ
مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا
خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعراف: 32] وكذلك ليس من التشبه بالكفار أو من موالاة الكفار أننا
نتعاهد معهم إذا اقتضت المصلحة ذلك أن نبرم معهم العهود والمواثيق التي هي من
الشرح