مصالح المسلمين، ليس من الموالاة أو التشبه أننا نُؤَمِّن من دخل بلدنا بإذننا منهم لبيع أو شراء أو عمل يعمله أو لأجل أن يسمع الإسلام والقرآن فإن الله جل وعلا يقول: ﴿وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ﴾ [التوبة: 6] وكانت رسل الكفار تأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستقبلهم في المسجد استقبلهم في المسجد وتفاوضوا معه فهذا ليس من محبتهم ولا من التشبه بهم وإنما هو من المصالح والمنافع للمسلمين ولا يجوز الاعتداء على المُعَاهد والذمي والمستأمن قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَة» ([1])، فالأمر يحتاج إلى تفصيل في هذا، فإن قومًا غلوا في الحكم حتى حرموا المعاملات وحرموا المعاهدات واعتدوا على المعاهدين والذميين والمستأمنين، وارتكبوا ما حرم الله، بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ﴾ [الأنعام: 151]، ومن النفس التي حرم الله من له عهد مع المسلمين أو صلح مع المسلمين أو أمان مع المسلمين فإن الله حرم دمه وماله، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، والإسلام دين وفاء، وكذلك ليس من الموالاة للكفار والتشبه بهم أن المسلم يسدي المعروف إلى من أحسن من الكفار، قال تعالى: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8] قال تعالى: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا﴾ [البقرة: 83]، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا﴾ وهذا يعم الوالد المسلم والكافر ﴿وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ١٤
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2995).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد