الصبر على
البلاء والشدائد
الجمعة 7/1/1428
الحمد لله أرسل الرسل: ﴿مُّبَشِّرِينَ
وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ
وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا﴾ [النساء: 165]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى
إجلالاً وتعظيمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتدبروا
القرآن العظيم وما قصه الله فيه من أخبار الأمم والرسل: ﴿لَقَدۡ
كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا
يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ
وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [يوسف: 111]، ﴿وَكُلّٗا
نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ﴾ [هود: 120]، والله سبحانه
وتعالى يقص في هذا القرآن أخبار الرسل يقصها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ليثبته في دعوته وليكون للرسول صلى الله عليه وسلم قدوة في إخوانه السابقين من
الأنبياء والمرسلين، فهذا نوح عليه السلام أول رسول إلى أهل الأرض، مكث في قومه
ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم إلى الله ويصبر على آذاهم وما يقابلونه
به طوال هذه المدة، حتى نصره الله عز وجل وهذا هود وصالح ولوط وشعيب وهذا إبراهيم
الخليل وما جرى عليه من المحن والشدائد وقابل ذلك بالصبر والثبات حتى نصره الله
أرأيتم أشد من أنه أضرمت له النار العظيمة ثم قُذِف به إليها في المنجنيق، وهو
صابر
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد