×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 محتسب يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، قال الله جل وعلا: ﴿قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ ٦٩ وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِينَ ٧٠ [الأنبياء: 69، 70]، وابتلاه الله بذبح ابنه الذي رزقه الله إياه على الكبر، أمره بذبحه ابتلاء وامتحانًا فأقدم على ذبح ابنه طاعة لله حتى فداه الله بذبح عظيم ونجح في الاختبار حتى قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ [الصافات: 106]، وهذا يعقوب عليه السلام وما جرى عليه من فراق أولاده الثلاثة، وأغلاهم عنده وأقدمهم حبًا عنده يوسف عليه السلام أُخِذ منه وهو صغير ثم تبعه أخوه ثم تبعه أخوه الثالث ثم قال: ﴿فَصَبۡرٞ جَمِيلٌۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَنِي بِهِمۡ جَمِيعًاۚ [يوسف: 83]، فتحقق له ما أراد وأتاه الله بأولاده وجمع شمله ورد عليه بصره بعدما كف بصره ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، وهذا يوسف عليه السلام وما جرى عليه في صغره من الابتلاء والامتحان، أُلقِي في البئر ثم ابتلي بالرق والاستعباد ثم في السجن ثم بعد ذلك أنجاه الله عز وجل وأعطاه الملك كل ذلك وهو صابر محتسب: ﴿قَالُوٓاْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُۖ قَالَ أَنَا۠ يُوسُفُ وَهَٰذَآ أَخِيۖ قَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَآۖ إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [يوسف: 90]، وهذا موسى وما جرى عليه مع فرعون وما جرى عليه من بني إسرائيل، فقد لاقى مع فرعون أشد النكد والنكبات من كبرياء فرعون وطغيانه: ﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ ٢٦ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُؤۡمِنُ بِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ ٢٧ [غافر: 26، 27]، وفي النهاية نصر الله رسوله وكليمه موسى على فرعون، وأغرق فرعون وقومه في اليم ثم بعد ذلك لاقى مع بني إسرائيل من المواقف الصعبة وصبر فحينما تجاوزوا البحر: ﴿وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ


الشرح