حاسبوا
أنفسكم قبل أن تحاسبوا
الجمعة 23/12/1427
الحمد لله على فضله وإحسانه، لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت وهو
على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين، فبلغ
الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وحاسبوا
أنفسكم وانظروا في أعمالكم، فإن هذه الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء فتزودوا من
دنياكم لآخرتكم فإن خير الزاد التقوى، واعلموا أنكم في الآخرة ستواجهون صعابًا
وتواجهون أهوالاً عظيمةً لا خلاص لكم منها إلا بتقوى الله والعمل الصالح: ﴿يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ
مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ
أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ﴾ [آل عمران: 30]، في يوم القيامة توضع الموازين
فتوزن الأعمال توزن الحسنات والسيئات؛ فإنها توضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة:
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ
مَوَٰزِينُهُۥ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٧ وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ ٨ فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ ٩ وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ ١٠ نَارٌ حَامِيَةُۢ ١١﴾ [القارعة: 6- 11]، في يوم القيامة
تعطون صحائف أعمالكم التي عملتموها في هذه الدنيا مكتوبةً ومحصاةً
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد