×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 فالمؤمن يأخذ كتابه بيمينه والكافر يأخذ كتابه بشماله: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ١٩ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ ٢٠فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٢١فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ ٢٣كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ ٢٤وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ ٢٥وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ ٢٦يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ ٢٧ مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ ٢ هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ ٢٩ [الحاقة: 19- 29]، ﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤ مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا ١٥ [الإسراء: 13- 15] تصوروا هذا يا عباد الله، وحاسبوا أنفسكم عليه ما دمتم في هذه الدنيا وبإمكانكم الآن أن تتخلصوا من سيئاتكم بالتوبة والاستغفار وأن تكثروا من حسناتكم بفعل الطاعات والإكثار من الحسنات، ولهذا نادى الله عباده المؤمنين فقال جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ١٩ لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ ٢٠ [الحشر:18- 20]، نادى الله سبحانه عباده المؤمنين باسم الإيمان؛ لأن إيمانهم يحملهم على أن يصغوا لنداء الله وأن يمتثلوا أمره ويجتنبوا نهيه اتقوا الله، اتخذوا وقايةً تقيكم من غضب الله وعذابه، تقيكم من النار، وهذه الوقاية إنما تكون بالأعمال الصالحة من فعل الطاعات وترك المعاصي والسيئات، هذه هي التقوى ترجون ثواب الله وتخافون عقابه فإنه لا يقي من عذاب الله يوم القيامة لا يقي إلا الأعمال الصالحة، لا تقي منه الحصون ولا الجنود


الشرح