×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

ولا السلام ولا الثياب ولا الدور، لا يقي من عذاب الله إلا العمل الصالح، والعمل الصالح إنما هو في هذه الدنيا، فالدنيا هي دار العمل وأما الآخرة فلا عمل فيها، وإنما فيها الحساب والجزاء فحينئذ يندم المضيعون، إذا واجهوا حسابهم وقرؤوا صحائف أعمالهم: ﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا [الكهف: 49].

عباد الله، إن السيئات خطرها عظيم، فلا يتهاون بها، ولكنها متفاوتة فبعضها لا يغفره الله لمن مات عليه، ويحرم الله عليه الجنة ومأواه النار وهو الشرك بالله عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المائدة: 72]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].

فاحذروا الشرك يا عباد الله، والشرك هو عبادة غير الله عز وجل بالدعاء والنذر والذبح والخوف والرجاء، فكل من صرف شيئًا من العبادة لغير الله فإنه مشرك كافر إذا مات على ذلك فهو خالد مخلد في النار آيس من رحمة الله عز وجل، الشرك بالله يكون بالذبح لغير الله يكون بالاستغاثة بالأموات، والطواف بالأضرحة والتبرك بها والاستنجاد بالموتى، يكون بالنذور لغير الله مما يفعله القبوريون الذين يزعمون أنهم مسلمون ويصلون ويصومون ويحجون ولكنهم يتعلقون بالأموات وبالقبور والأضرحة فيتقربون إلى أصحابها بأنواع من العبادات كما يتقرب إليها أبو جهل وأبو لهب وأضرابهم من المشركين الأولين، فلا تنفعهم لا إله إلا الله ولا شهادة أن محمدًا رسول الله، وهم يزاولون الشرك الأكبر


الشرح