×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 والعياذ بالله، ومن الذنوب ما هو كبيرة دون الشرك وهذا تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر لصاحبه وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا [النساء: 116]، وهناك من الذنوب صغائر الذنوب وهي كثيرة يكفرها الله جل وعلا بالطاعات والحسنات قال صلى الله عليه وسلم: «أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا» ([1])، قال الله جل وعلا: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ [هود: 114]، والمراد بالصلاة هنا الصلاة المفروضة الصلوات الخمس قال صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» ([2])، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الجاري على باب أحدكم، يغتسل منه في اليوم خمس مرات، فلا يبقى من درنه شيء، فكذلك الصلوات الخمس يكفر الله بها الخطايا التي هي دون الشرك بالله عز وجل ودون الكفر بالله عز وجل، وهي دون الكبائر جميعًا ولهذا قال: (ما اجتنبت الكبائر) والله جل وعلا يقول: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا [النساء: 31]، فمن حافظ على الصلوات الخمس في مواقيتها ومع الجماعة، وحافظ على الجمعة وحافظ على صيام رمضان؛ فإن الله يكفر بذلك عنه الخطايا والسيئات الصغائر والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ومن أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه، مكفرات يفعلها المسلم


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1987)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21354).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (233).