ويتطهر بها من السيئات ولكن هذا لمن سلم من الشرك بالله عز وجل، أما
المشرك، والعياذ بالله فإنه لا تناله مغفرة الله ورحمته التي وسعت كل شيء آيس من
رحمة الله المشرك الذي يموت على الشرك، هذا لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً ولا
يقبل فيه شفاعةً: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ
شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48]، ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18]، فاتقوا الله عباد الله حاسبوا أنفسكم
انظروا في أعمالكم كما أمركم الله: ﴿وَلۡتَنظُرۡ
نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ﴾ [الحشر: 18].
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الحَشر: 18].
﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾كرر الأمر بالتقوى مرتين في
هذه الآية الكريمة لأهميتها وعظم شأنها ثم قال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ َ﴾ [الحشر: 18]، لا تخفى عليه خافية من أعمالكم ولا تظنون أن الله ينسى شيئًا
من أعمالكم خيرها وشرها وفي الحديث القدسي يقول الله جل وعلا: «يَا عِبَادِي
إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا،
فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ
يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ» ([1])، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَٱتَّقُواْ
يَوۡمٗا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا
كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
الصفحة 5 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد