×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

حرمة التداوي عند السحرة والعرافين

الجمعة 24/11/1427

الحمد لله ذي الفضل والإنعام أغنانا بالحلال عن الحرام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته، وإلهيته، وأسمائه، وصفاته، ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 78]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل: «تَدَاوَوْا، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» ([1])، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالسراء والضراء والخير والشر والغنى والفقر والصحة والمرض ليتبين بذلك المؤمن الصابر الشاكر من المنافق والكافر، فالله سبحانه وتعالى يجري على عباده أنواعًا من الابتلاء والامتحان من أجل أن يتميز أهل الصدق والإيمان المتوكلون على الله سبحانه وتعالى الراضون بقضائه الشاكرون على نعمائه من المتسخطين والجزعين والمنافقين والكافرين، فلولا أن الله سبحانه وتعالى يجري هذا الابتلاء والامتحان لما تميز بعض الناس من بعض، ولصاروا كلهم سواء في المظهر ولكن الله بحكمته يجري هذه الابتلاءات ليتميز بعضهم من بعض: ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [الأنفال: 37].


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3874)، والبيهقي رقم (19465).