الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله واعلموا أنه لا يكفي أن الإنسان يصلي في نفسه ويترك أولاده ومن في بيته لأنه راع عليهم ومسئول عنهم يوم القيامة صاحب البيت راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، قال الله جل وعلا لنبيه: ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا نَسَۡٔلُكَ رِزۡقٗاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ﴾ [طه: 132]، ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ بعض الناس يأمر أهله مدة يوم يومين ثم بعد ذلك يطول عليه الوقت فيترك أمرهم الله جل وعلا قال: ﴿وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ لازم الصبر والاستمرار في أمرهم بالصلاة ما داموا في بيتك لأنهم رعيتك وهم في ذمتك، وقال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([1])، فهم أمانة في ذمتك ورعية تحت رعايتك، والله سائلك عنهم يوم القيامة فاتق الله في نفسك واتق الله في رعيتك، ما من مسلم يسترعيه الله رعية ثم يموت كما في الحديث: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» ([2]). فهذا وعيد شديد فاتقوا الله
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد