في الاعتزاز
بالإسلام
الجمعة 25/ 1/ 1427
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه وتعالى عما يقول
الظالمون والجاحدون، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم يبعثون.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن الله أعز المسلمين بالإسلام فمهما ابتغوا العز من غيره أذلهم الله، كما قال
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «نحن أمة أعزنا الله بالإسلام
فمهما ابتغينا العز من غيره أذلنا الله». كان العرب متفرقين، كانوا مستذلين،
كانوا مستضعفين فلما مَنَّ الله عليهم بالإسلام أغناهم به من العيلة وجمعهم به بعد
الفرقة وأعزهم به بعد الذلة، وسودهم على أهل الأرض عربها وعجمها فلما رأى الكفار
والأعداء والمنافقون ذلك غاظهم أشد الغيظ، وحاولوا القضاء على الإسلام من أول ما
بعث النبي صلى الله عليه وسلم ولجؤوا إلى كل حيلة ولكن الله سبحانه وتعالى أظهر
دينه وأعز رسوله وانتشر الإسلام رغم أنوفهم في المشارق والمغارب، وعند ذلك أيسوا
أن يزيلوا الإسلام من الأرض بالكلية، ولكنهم لجؤوا إلى حيل ماكرة يصدون بها عن
سبيل الله، ويشككون بها من قَلَّ إيمانه وعمله من أبناء المسلمين وبناتهم كما
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد