الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، أشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
عباد الله، فإن خير الحديث كتاب الله
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وإن من الاهتداء بهدي
النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به صوم يوم عاشوراء فهو سنة مؤكدة ولكن لما
كان اليهود يصومونه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم لأننا منهيون عن
التشبه بهم أمره الله أن يصوم يومًا قبله وهو اليوم التاسع، فإن فات فإنه يُصَام
بعده اليوم الحادي عشر مخالفةً لليهود واقتداء بكليم الله موسى فنحن صمنا اقتداء
بنبينا صلى الله عليه وسلم واقتداء بكليم الله موسى عليه السلام وخالفنا اليهود
بأن زدنا يومًا قبله أو يومًا بعده، فعليكم بالمبادرة بصيام هذا اليوم مع يوم قبله
وهذا آكد أو يوم بعده إذا فات اليوم التاسع يصام يوم بعده ولا يقتصر على يوم واحد
لأن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لتعلموا أننا في هذه
الأيام حصل من بعض الجهلة والمتعالمين والخرافيين والمبتدعة أنهم يروجون على الناس
أن آخر العام يختم بالعبادات والذكر ويذكرون أشياء في آخر العام ويعملون تهنئات في
آخر العام الهجري إلى غير ذلك مما لا أصل له فلا تلتفتوا إلى هذه الدعايات،
ويروجونها في الجوالات وفي النشرات التي توزع أو تلقي في المساجد فهي بدع ولا أصل
لها وليس لآخر العام مزية على أول العام أو وسط العام
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد